دليل المبتدئين في شرح لغة الجسد
مقدمة
عادة ما يكون الاتصال بين الناس لفظياً ، أي مباشرًا. تفتح فمك وتقول ما تريد أن تقوله. ولكن الاتصال لا يكون فقط لفظياً. لأننا عندما نتحدث أو نستمع لشئ ما ، فإننا نعبر أيضًا عن مشاعرنا وردود أفعالنا بلغة الجسد أيضاً ، بما في ذلك تعبيرات وجوهنا وإيماءاتنا وطريقة وقوفنا وغير ذلك..
من المهم أن تضع في اعتبارك أن لغة الجسد ليست عالمية. ويمكن أن تعني في بعض البلدان معانٍ أخرى.
لذلك يكون للخلفية الثقافية لشخص ما تأثير كبير على كيفية استخدامه وقراءته للغة الجسد.
أولاً: بعض الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار لفهم لغة الجسد:
1. تلعب لغة الجسد دورًا أساسيًا في كيفية مشاركة المعلومات مع الآخرين.
بحسب د. إميلي كوك ، أخصائية اجتماعية ودكتوراه في الطب، كما تقول: “هناك أدلة تشير إلى أن أدمغتنا تعطي الأولوية للتواصل غير اللفظي على التواصل اللفظي”.
وتضيف قائلة: “لذلك ، عندما يتلقى دماغنا رسالة مختلطة – مثلاً سماع كلمة: ” أنا أحبك ” مع إظهار وجه لئيم وقول لهذه الكلمة بنغمة غير صادقة – فقد تتفوق الإشارات غير اللفظية أي لغة الجسد على الإشارات اللفظية”.
2. في العديد من الثقافات الغربية ، يشير التواصل البصري أثناء التحدث إلى الانفتاح والاهتمام.
ولكن من ناحية أخرى ، قد يتجنب الأشخاص من ثقافات محتلفة ، بما في ذلك العديد من الثقافات الشرقية ، التواصل البصري المطول ، حيث قد يبدو النظر إلى الأسفل أو الجانب أكثر احترامًا.
3. يشير الإيماء إلى الاتفاق في العديد من الثقافات.
أما في ثقافات أخرى قد يعني ذلك أن الشخص الآخر يسمع كلماتك فقط.
ثانياً: الاختلافات في لغة الجسد:
1. الاختلافات التنموية:
قد يستخدم الأشخاص ذوو المزاج العصبي أيضًا لغة الجسد ويفسرونها بشكل مختلف عن الأشخاص الهادئين.
على سبيل المثال ، الشخص الهادىء قد يتململ عندما يشعر بالملل ، لكن الأشخاص ذوي المزاج العصبي قد يتحركون ذهاباً و إياباً من أجل زيادة التركيز أو تخفيف التوتر.
كما يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد أيضًا من مشكلة في قراءة لغة الجسد.
2. الاختلافات النفسية:
يمكن أن تؤثر بعض حالات الصحة العقلية أيضًا على لغة جسد الشخص.
على سبيل المثال ، قد يجد الأشخاص المصابون بالقلق صعوبة بالغة في مواجهة نظرة شخص ما ، كما أنهم يتجنبون لمس الآخرين وعلى الأغلب لا يصافحون أو يحضنون عند تحية شخص ما.
باختصار ، من أجل تواصل أكثر نجاحًا ، من المهم مراعاة جميع جوانب الاتصال. وهذا يشمل الاتصال اللفظي والاستماع النشط أو التعاطفي ، وكذلك لغة الجسد.
فيما يلي سنلقي نظرة على بعض الأنواع الأكثر شيوعاً للغة الجسد
ثالثاً: أنواع لغة الجسد
1. الإبتسامة:
إذا كان شخص ما يبتسم ، فهذه علامة جيدة ، ولكن ذلك ليس بالضرورة ، فالإبتسامات المختلفة تعني أشياء مختلفة.
مع الابتسامة الحقيقية والصادقة ، تظهر زوايا الفم وتضيق العينان وتتجعدان في الزوايا.
أما الابتسامات غير الصادقة عمومًا لا تشمل العينين. ويمكن أن تحدث استجابة لعدم الراحة.
الابتسامة المتكلفة أو الجزئية تعتبر تعبيراً خاصاً عن الاستياء أو الازدراء ويمكن أن توحي بعدم اليقين أو الكراهية.
كذلك ، يمكن أن تشير الابتسامة المصحوبة بتواصل دائم بالعين أو نظرة طويلة أو إمالة الرأس إلى الانجذاب و الراحة.
2. حركة ولون الشفاه:
يمكن أن تشير الشفاه المضغوطة أو الضيقة إلى الشعور بعدم الراحة. كما أن ارتعاش الشفاه يمكن أن يوحي بالخوف أو الحزن.
الشفاه الغامقة الإحمرار قد تدل على الغضب أو عدم الراحة أما الشفاه الزهرية أو الحمراء الفاتحة فتدل على الشعور بالراحة بشكل عام.
3. حركة العيون و الرموش:
يمكن أن تنقل العيون والرموش الكثير من المعلومات حول مزاج شخص ما ومستوى اهتمامه. كما يميل الناس إلى الوميض بسرعة عندما يتعرضون لنوع من التوتر.
فيما يلي شرح لمعنى بعض حركات العين:
1. الوميض أو الارتعاش السريع:
ربما سمعت أن الوميض السريع يشير إلى عدم الأمانة ، ولكن هذا ليس هو الحال دائمًا فقد تزيد سرعة وميض عين شخص ما عندما يعمل على حل مشكلة صعبة ، أوعندما يشعر بعدم الراحة أو الخوف أو القلق بشأن شيء ما.
2. اتساع أو تقلص حدقة العين:
عادة ما تتسع حدقة العين كإستجابة للشعور بالإيجابية اتجاه شيء أو شخص ما. لكن هذا ليس هو الحال دائمًا.
يحدث تمدد حدقة العين استجابةً لإثارة جهازك العصبي ، لذلك قد تلاحظ أيضًا اتساع حدقة العين عندما يكون شخص ما غاضبًا أو خائفًا. كذلك عند الشعور بالضيق من شئ ما ، عادة ما تتقلص عدسة العين.
3. اتجاه التحديق:
تميل العينان إلى متابعة ما تهتم به ، لذا فإن تتبع حركة نظرة شخص ما يمكن أن تمنحك معلومات عن مزاجه.
على سبيل المثال ، إذا كنت تتحدث إلى شخص تتجول عيناه نحو طاولة البوفيه ، فقد يكون مهتمًا بتناول الطعام أكثر من التحدث في الوقت الحالي. وعندما ينظر أحد أثتاء الحديث إلى الباب فقد يعبر هذا عن رغبته بالمغادرة.
كما يميل الأشخاص أيضًا إلى تحريك عيونهم للأسفل أو إلى جانب واحد عندما يعملون على حل مشكلة أو عندما يسترجعون المعلومات أو الذكريات أو عند التفكير في شيء صعب.
4. أوضاع الجسم:
1. حركة الجسد
على سبيل المثال معرفة كيف يقف شخص ما أو يجلس وكيف يفعل الأشياء يمكن أن تمنحك بعض الأدلة حول ما يشعر به.
إليك بعض الأشياء التي يجب أخذها في عين الاعتبار:
1 . يمكن أن يوحي الانحناء على الحائط أو أي شئ آخر بالملل أو عدم الاهتمام.
2. عادة ما يشير الاحتكاك عند مخاطبة شخص ما إلى الاهتمام أو الإثارة.
3. يمكن للوقوف بشكل مستقيم ، وأحيانًا مع وضع اليدين على الخصر ، أن يوحي بالإثارة والحماس والثقة بالنفس.
4. الوقوف بشكل مستقيم مع وضع اليدين على الجانبين هو وضع استراحة شائع يشير إلى الرغبة في الانخراط والاستماع.
5. عندما يجلس شخص ما و يداه تدعمان رأسه ، قد يشير ذلك إلى الملل أو التعب.
6. تشير إمالة الرأس أو الجسم إلى جانب واحد إلى الاهتمام والتركيز. يمكن أن يشير هذا أيضًا إلى الانجذاب.
2. المسافة الجسدية
المسافة الجسدية التي يحافظ عليها الشخص عند التحدث إليك يمكن أن تعطيك أحيانًا أدلة حول مزاجه أو مشاعره تجاهك.
ضع في اعتبارك أن العديد من الأشخاص يفضلون ببساطة الحفاظ على مسافة أكبر بينهم وبين الآخرين ، وخاصة الأشخاص الذين لا يعرفونهم جيدًا.
من ناحية أخرى ، قد يشعر بعض الناس بالاعتياد على مساحة شخصية أقل. قد يقفون أو يجلسون قريبين جدًا لأن هذا هو بالضبط كيفية تفاعلهم.
يمكن أن تخبرنا بعض السلوكيات المحددة عن أشياء يجب أخذها بعين الاعتبار:
1. من المحتمل جداً أن يكون الشخص الذي يقف أو يجلس بالقرب منك بشكل منتظم مستمتعاً بصحبتك.
2. الشخص الذي يقف بعيدًا ويتراجع خطوة إلى الوراء إذا اتخذت خطوة إلى الأمام ، ربما يريد الابتعاد عنك (جسديًا وعاطفيًا).
3. غالبًا ما يشير الجلوس عن قرب بما يكفي للمس أو للمحادثة ، خاصة مع الابتسامة ، إلى الانجذاب.
المصدر: 1
مقال رائع وهام فعلا تعتبر لغة الجسد من اهم وسائل التواصل بين الاشخاص وهي مسؤولة عن جزء كبير من دقة ايصال المعلومات بين البشر لكنها ايضا ممكن ان تكون مخادعة وتختلف من شخص لاخر او ثقافة الى أخرى
يسعدنا أن موضوع المقال قد نال إعجابك، ونشكرك على هذه الإضافة القيمة.